شفاعات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)).
عن المقداد بن الأسود- رضي لله عنه - قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول:
((إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين فتصهرهم الشمس،
فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه،
ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)).
حتى إذا عظم الخطب، واشتد الكرب ألهموا أن يستشفعوا بالأنبياء فيقول بعض الناس لبعض:
ألا ترون ما أنتم فيه؟
ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟
ويذهبون الى جميع الأنبياء فيقول كل منهم لهم :
" ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنبا، نفسي نفسي !!...
حتى يصلوا الى عيسى عليه السلام فيقول لهم اذهبوا الى محمد
قال : ((فيأتون فيقولون:
يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟
ألا ترى ما قد بلغنا؟
فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي،
ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال:
يا محمد! ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأقول:
يا رب أمتي أمتي. فقال: يا محمد! أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب
الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب.
والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين
مكة وبصرى)).
وقال :
((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب،
مع كل ألف سبعون ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي - عز وجل - )).
وقد قال فيهم :
((يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب)). قالوا:
من هم يا رسول الله؟ قال:
((هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون)).
وهكذا تضمن حديث الشفاعة نوعين من أنواع شفاعته : 1- الشفاعة العظمى لأهل الموقف ليريحهم الله من هذا القيام.
2- شفاعته في جماعة من أمته أن يدخلوا الجنة بغير حساب.
3- والنوع الثالث شفاعته : في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيشفع لهم فيدخلون الجنة.
4- شفاعته في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
5- شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم.
6- شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة.
7- شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن دخل النار فيخرجون منها.
8- شفاعته - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب بما قدّم في الدنيا لدين الله ورسوله.
كيف تنال شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام :
1- الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - عشرا في الصباح وعشرا في المساء،
لقوله :
((من صلى عليّ عشرا إذا أصبح وعشرا إذا أمسى حلت له شفاعتى)).
2- سؤال الله للنبي - صلى الله عليه وسلم - الوسيلة بعد الأذان، لقوله :
((إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا،
ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة)).
جعلنا الله واياكم ممن يشفع لهم النبي يوم القيام
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
وعلي اله واصحابه أجمعين
دمتم في امان الل